أبوظبي : الأربعاء 24 نوفمبر 2021
أكدت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية على أن الاحتفال باليوم الوطني الـ 50 لقيام دولة الاتحاد يجسد عقوداً من البذل والعطاء والرؤية الخلاقة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” ، وإخوانه المؤسسون الذين اجتمعت قلوبهم على راية الاتحاد إيماناً بالمصير المشترك والغد المشرق والنهضة الحضارية المنشودة لأبناء وبنات دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو النهج الذي تواصل السير عليه قيادتنا الرشيدة برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات .
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها جائزة خليفة التربوية عن بعد احتفالاً باليوم الوطني الـ 50 تحت شعار ” الإمارات ريادة وتميز للخمسين المقبلة “، وتحدث فيه كل من : معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، ومعالي المهندس حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، وضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، ومحمد جلال الريسي المدير العام لوكالة أنباء الامارات، والدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، والدكتورة مي الطائي مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي، ومريم السويدي مساعد اخصائي دعم نسائي بالاتحاد النسائي العام، بحضور أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية ، وأدارها الدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية لجائزة خليفة التربوية .
بناء الإنسان
وفي بداية الجلسة رحبت أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية على بالحضور مؤكدة على عظمة هذه المناسبة الوطنية التي نحتفي فيها باليوم الوطني الخمسين لانطلاق مسيرة دولة الاتحاد، هذه المسيرة التي حملت الخير والنماء لدولة الإمارات العربية المتحدة وللمنطقة والعالم، وقدمت من خلالها الإمارات قيادة وحكومة وشعباً نموذجاً فريداً في التنمية البشرية وبناء الإنسان ونشر العلم والمعرفة ومد مظلة التنمية إلى جميع ربوع الوطن بما دفع بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصاف الدول المتقدمة في مؤشرات التنافسية الدولية، وهو ما يترجم الرؤية الخلاقة للقيادة الرشيدة في النهوض بالوطن والانطلاق به إلى آفاق عالمية من الإبداع والابتكار والريادة .
وطن التسامح والتعايش
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته : إن احتفالكم اليوم ، الذي يتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني الخمسين، إنما هو مناسبة نعبر فيها ، أولاً وقبل كل شيء ، عن حبنا العميق لبلدنا الإمارات، ونتذكر بكل شكرٍ وامتنان ، الدور الأساسي ، للقائد العظيم ، مؤسس الدولة ، المغفور له الوالد ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، في تحقيق ما نشهده من خير ورخاء ، في كافة ربوع الوطن – كان عليه رحمة الله ، لديه رؤية واضحة لمستقبل الإمارات، وكان نموذجاً وقدوة، في حب الوطن، والتفاني في خدمته : اهتم بالإنسان ، وأسس مجتمع المعرفة في الدولة – كان مناصراً للحق والعدل ، حريصاً على التسامح والتعايش مع الجميع : يعمل باستمرار، على تحقيق التقارب بين الناس، وتنمية العلاقات الإيجابية والمثمرة بينهم .
وأضاف معاليه : إننا حين نتطلع إلى الخمسين عاماً المقبلة ، بكل تفاؤل واطمئنان، إنما ننطلق في ذلك، من الإرث الخالد، للوالد المؤسس، ونعتز في الوقت ذاته، بقادة الوطن المخلصين، وشعب الإمارات المتسامح والمعطاء، وما تحظى به دولتنا الحبيبة، من تاريخ مجيد، وتراث وطني وعربي وإسلامي خالد، وما يتوافر لنا بحمد الله ، من مؤسسات راسخة، وثقة كاملة، بقدرتنا على تحقيق كل ما نضعه لأنفسنا، وبعون الله، من أهدافٍ وغايات .
كما إن أبناء وبنات الإمارات، لديهم ولله الحمد، العزم والتصميم، على بناء المستقبل – هم حريصون على تحقيق الصفاء بين البشر، والحوار والتواصل الإيجابي بينهم، ملتزمون دائماً ، بقيم الإمارات ، في نجدة المحتاج، وتحقيق العدل والمساواة بين الجميع ، والعمل على نشر مبادئ التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، في داخل الدولة وخارجها، على السواء – إن أبناء وبنات الدولة، يسيرون في ذلك، وفق ما تؤكد عليه قيادتنا الرشيدة، من أن دولة الإمارات، تسعى بكل عزمٍ وتصميم، إلى أن تكون دائماً، نموذجاً للمجتمع الناجح، لها دور مرموق على مستوى العالم، وذلك بفضل قادتها ، وشعبها، وقيمها، ونظامها، بل وأيضاً، بفضل علاقاتها الطيبة والممتدة ، مع جميع الأمم والشعوب .
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان : إن تنظيم هذه الجلسة الحوارية ، إنما هو تأكيد، على أن جائزة خليفة التربوية ، في ظل توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء الجائزة ، تقوم بدورها الفعال، في إلهام الميدان التربوي ، وبث الحيوية فيه، باعتبار أن التعليم الجيد، هو الطريق الأكيد، لتأكيد إسهامات أبناء وبنات الوطن ، في تشكيل مستقبل الدولة .
التعليم أولوية
ومن جانبه قال معالي المهندس حسين بن إبراهيم الحمادي: ننتهز هذه المناسبة الغالية على قلوبنا لأرفع إلى مقام القيادة الرشيدة أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني لليوبيل الذهبي لتأسيس اتحاد دولة الإمارات على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” .
وأشار معاليه إلى أن ملف التعليم يعد أحد أهم الملفات المدرجة على جدول أعمال مشروع الخمسين المقبلة، والذي سيشكل أولوية وركيزة مهمة نحو التغيير المنشود من خلال بناء أجيال نابغة ومتعلمة ومهارية تقود دفة المستقبل، ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة .
وذكر معاليه أن ملف التعليم، يظل الشغل الشاغل لنا على مستوى الوطن بأفراده ومؤسساته وهيئاته وقطاعاته التربوية، ويشهد حراكاً مستمراً بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة التي وفرت له كل مسوغات التمكين والتطوير، كما يشكل هذا الملف الحيوي أولوية وطنية، كونه بمثابة العمود الفقري لمتطلبات النهضة المعرفية والتنمية المستدامة التي تتطلع إليها دولة الإمارات.
وشدد معاليه على أهمية، العمل الجماعي على مستوى الوطن، لأن الوصول إلى نتائج وخطط واستراتيجيات تعليمية فعالة وحقيقية وملموسة، يستدعي العمل بروح الفريق وتحت مظلة واحدة، فتطوير التعليم شأن مجتمعي وتشاركي.
علامة فارقة
ومن جانبه قال ضرار بالهول الفلاسي خلال الجلسة إن تاريخ الأمم وحضاراتها لا تستوي إلا عبر هذا التجاذب بين ذاكرتين ذاكرة الماضي بأصالتها وذاكرة المستقبل باستشرافها، ودولة الإمارات منذ قيامها تعمل على ترسيخ هذا التجاذب، عبر بناء الإنسان وبناء مستقبله. ما رسخ فعلها الحضاري وهيأ لها مكانتها اللائقة في المجتمع الإنساني.
وأضاف : واليوم الوطني هذا العام سيبقى علامة فارقة في التاريخ الإماراتي والإنساني، نتأمل فيه منجزنا الحضاري الذي جعل العالم يختارنا في أكسبو 2020 لنكون قبلته الحضارية والمعرفية في صناعة المستقبل الأفضل، كما نتأمل خمسين سنة مقبلة تكون فيها الإمارات في ذروة تفوقها الحضاري والإنساني.
وأشار إلى أهمية هذه الاحتفالية التي تقوم بها جائزة خلفية التربوية، والتي تأتي من كون الجائزة تعمل على تصميم ذاكرة للمستقبل عبر أهم وسيلة في بناء الإنسان وهي التعليم المحرك المحوري للتنمية الوطنية الشاملة والمستدامة، وتسليط الضوء على رؤية قيادتنا الرشيدة التي جعلت التعليم مفردة ثابتة في جميع استراتيجياتنا الوطنية وفي صدارة مئوية الإمارات 2071، حيث الإمارات شاهدة على حضارة محورها ومنطلقها وغايتها الإنسان.
الإعلام الإماراتي
ومن جانبه تحدث محمد جلال الريسي حول دور الإعلام في دعم نهضة الدولة خلال الخمسين المقبلة قائلاً : يضطلع الإعلام الإماراتي بدور كبير لإبراز إنجازات الدولة ومسيرتها التنموية الرائدة ورسالتها الحضارية الأصيلة في الخمسين العام المقبلة، وستواصل المؤسسات الإعلامية الوطنية مع شركائها الاستراتيجيين إقليمياً ودولياً نحو تركيز بوصلة العمل الإعلامي لإعلاء مكانة وسمعة وقيم دولة الإمارات وإرثها الإنساني الخالد كنتاج غرس طيب وضعه مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، وعززه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رئيس الدولة (حفظه الله) – برؤى ثاقبة وتوجيهات سديدة مكَّنت إعلامنا الوطني من القيام بدوره المأمول.
وأضاف الريسي : إن مسؤولياتنا كإعلاميين تتعاظم، وواجباتنا كمواطنين تتزايد، وجهود جميع أفراد ومؤسسات المجتمع تتضافر لتحقيق رؤية وتطلعات قيادتنا الرشيدة الهادفة إلى متانة اتحاد دولتنا، وصلابة اقتصادنا، والتأثير الإيجابي لقوتنا الناعمة، وتعزيز رأس مالنا البشري، وسعينا الدائم لحسن الجوار والاستقرار، ومسارعة الخُطى بالعمل والمثابرة لتفوقنا العلمي والتقني والرقمي، وتأصيلنا لقيم الأخوة الإنسانية النبيلة، والتزامنا الأخلاقي في مساعداتنا الإنسانية، ودعوتنا الدائمة للسلم والسلام والتعايش والوئام.
مبادئ الخمسين
وقال الدكتور عبداللطيف الشامسي : نفخر بإطلاق حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لمشاريع ومبادئ الخمسين، والتي تبشر ببدء مرحلة جديدة للدولة ، انطلاقة تؤكد أن الإمارات ستبقى دوماً وجهة عالمية للمواهب والخبرات وبيئة مشجعة للاستثمار ونموذجاً رائداً في الاستعداد والجاهزية والأسبقية.
المبادئ العشرة التي وضعتها الحكومة للخمسين عاما المقبلة، تعكس رؤية وطنية شاملة، ويبقى التعليم ركيزة أساسية للتنمية، فأحد المبادئ العشرة أكد على أن تطوير التعليم واستقطاب المواهب هو الرهان الحقيقي للحفاظ على تفوق الإمارات.
وأضاف أن كليات التقنية العليا دائماً تعكس في مخرجاتها رؤى القيادة وأهدافها في كل مرحلة، ومبادئ ومشاريع الخمسين هي خارطة عمل للسنوات القادمة، فالكليات توجهت نحو تمكين طلبتها من المهارات المستقبلية عبر ربط مناهجها بالشهادات الاحترافية العالمية ليصبح خريج الكليات اليوم “الخيار الأول ” لسوق العمل حيث منحت الكليات اليوم أكثر من 12 ألف شهادة احترافية عالمية لطلبتها.
المرأة الإماراتية
وتطرقت الدكتورة مي الطائي خلال كلمتها إلى ما تشهده الدولة من نهضة حضارية في جميع المجالات مشيرة إلى أن دولة الإمارات قطعت شوطاً متقدماً في منظومة تمكين المرأة الإماراتية، حيث استطاعت أن تتخطى دول المنطقة والكثير من دول العالم في تعزيز مشاركتها في شتى المجالات منها الصعيد المهني والاقتصادي والسياسي، وكانت لجهود مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الأثر الواضح في مكانتها اليوم حيث فتح أمامها أبواب التعليم مما ساهم في نهوضها وأرسى ثقافة المساواة، وتمكينها في مرحلة ريادية مبكرة من قيادته الرشيدة، وبمؤازرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة الحركة النسائية في دولة الإمارات، وصاحبة الدور الأبرز في رسم خريطة طريق تمكينها وتذليل كافة العقبات التي تعترض سبيلها، حيث بلغت مشاركة المرأة في المناصب السياسية أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي يعكس الموقف القوي الذي حققته المرأة في فترة وجيزة جداً.
وأضافت : نحن نعيش اليوم مرحلة ما بعد التمكين والتي تتسم بجودة الإنجازات حيث تعمل الحكومة الرشيدة في إعداد أول رائدة فضاء عربية إماراتية ضمن برنامج الامارات لإعداد رواد الفضاء، كما سجلت المرأة الإماراتية حضورها في عدد من الإحصائيات العالمية حيث لفت تواجدها ضمن قائمة الفوربس لأقوى نساء العالم وأكثر نساء العالم تأثيراً وإلهاماً.
الاتحاد النسائي العام
واختتمت الجلسة بكلمة لـمريم السويدي حول نشأة الاتحاد النسائي ودوره في النهوض بمسيرة المرأة خلال الخمسين الأولى من عمر دولة الإتحاد قائلة : تم إنشاء الاتحاد النسائي العام في أغسطس من عام 1975 بهدف العمل على تمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وليكون المظلة الرسمية التي تدعم وتوجه جهود المؤسسات النسائية في الدولة بما يكفل خدمة قضايا وشؤون المرأة، وأطلق الاتحاد العديد من المبادرات والمشاريع لتمكين المرأة في شتى المجالات بالتعاون مع المؤسسات الاتحادية والمحلية والإقليمية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني والشركاء الاستراتيجيين، ويشمل مبنى الاتحاد النسائي العام على عدد من المنشآت الداعمة لخدمة المجتمع منها مركز الرؤية بالشراكة مع دائرة القضاء في إمارة أبوظبي وذلك بهدف حل المنازعات الأسرية ورؤية الأطفال المحضونين ، وكذلك إنشاء حضانة تربوية لتكون مقراً آمنا لأطفال الموظفين وكذلك مركز الصناعات والحرف اليدوية لدعم الأسر المنتجة لتوفير مصدر دخل مستدام لمنتجاتهم، بالإضافة إلى العديد من البرامج التوعوية الصحية والتثقيفية والدورات الرقمية الإلكترونية وموسوعة المرأة الإماراتية الشاملة لإنجازات المرأة والمشاركات المجتمعية المتنوعة مع الجهات ذات العلاقة .
شباب الوطن
وأكد الدكتور خالد العبري في ختام الجلسة الحوارية على أهمية مضاعفة الجهد والعمل والعطاء الوطني من قبل مختلف فئات المجتمع، وخاصة شباب الوطن الذين قدموا أروع المثل في البذل والعطاء فهم جسر التواصل الحضاري مع العالم خلال الخمسين المقبلة لما يمثلونه من طاقة خلاقة وإبداعات متميزة في جميع المجالات.